كلمة (عين) في مساند حِمْيَر
جاء في المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي (توفي نحو 320 هـ): [.. ثم التفت إلى الكندي وقال: كيف علمك بلغات قومك؟ قال: أنا بها عالم. قال: ما الجحمة في لغتكم؟ قال: العين. ... قال: أفتقرأ كتاب الله عز وجل؟ قال: نعم. قال: فإن الله عز وجل يقول: " إنا أنزلناه قرآناً عربياً " ، وقال: بلسان عربي مبين، وقال جل ذكره: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " ، وقال عز وجل: " العين بالعين "، ولم يقل الجحمة بالجحمة]. ونفس الحكاية في (الجليس الصالح) و(التذكرة الحمدونية)و(تاريخ دمشق) و(سمط النجوم)
فإن كان يُفهم من هذه الدعوى أن لسان اليمن لا يعرف كلمة (عين) أو لا يكاد يستعملها، فإن النقوش الحميرية تكذّب هذا الفهم وتبطله. إذ نجد نقوش حِمْيَر لا تستعمل سوى لفظة (عين)، كما سنرى.
وتقول معاجم اللغة أن (جميع) لهجات العرب تستعمل كلمة (جحمة) بمعنى عين (الأسد)، وأما بمعنى عين (الإنسان) فلا تستعملها إلا لهجة حمير.
ولعل كلمة (جحمة) بمعنى عين الإنسان استعملت من قبل بعض قبائل العرب (سواء باليمن أو خارجها) ككلمة أخرى إضافية، ولكن النقوش الحميرية المكتشفة لا تعرف إلا كلمة (عين) المعروفة لدى جميع لهجات العرب فضلاً عن سائر اللغات القديمة الشقيقة للغة العربية. بل وقيل أن الكلمة الإنجليزية eyeقد تكون مستعارة من الكلمة السامية (عين). وهذه صورة صفحة كتاب تبين شيوع استعمال كلمة عين لدى جميع اللغات الشقيقة:
نقش سبئي (جام 706) : [أمت ألمقه سبأيتن بت حدقۢ هقنيت ألمقه ثهون بعل أوم صلمتن ذت ذهبن ذشفتت مرأهمو ألمقه لهعنن أمتهو نضرة بن مرض مرضت عينهو ورأ كهعنهو]
زبور سبئي (عبد الله 1996) : [وهأرسعتمرضتۢ بن عينه].
ملاحظة حول معنى (رسع):
جذر (رسع) يفيد اللصوق، إما لصوق بالأرض (ولهجاته عديدة مثل: رصع، رزع، رسح، رسخ، ..الخ)، أو لصوق العين من الرمد [صحاح الجوهري: رسع، الرَسَعُ: فسادٌ في الأجفان. وقد رَسِع الرجلُ، فهو أَرْسَعُ. وفيه لغة أخرى: رَسَّعَ الرجلُ تَرْسيعاً، فهو مُرَسَّعٌ ومُرَسِّعَةٌ، وقد رَسَّعَتْ عينُه أيضاً تَرْسيعاً./ القاموس: الرَّسَعُ محركةً : فَسادٌ في الأجْفانِ . رَسِعَ كَفرحَ فهو أرْسَعُ ورَسَّعَ تَرْسيعاً فهو مُرَسِّعٌ ومُرَسِّعَةٌ . ورَسِعَتْ عينُه كفرحَ ومنَع : الْتَصَقَتْ كَرسَّعَتْ تَرْسيعاً . ... ورَسَعَ الصبيَّ كمنَع : شَدَّ في يدهِ أو رِجلِهِ خَرَزاً لِدَفْعِ العَيْنِ / المحيط في اللغة - الصاحب بن عباد الرسَعً: فَسَادُ العَيْن، وقد رَسِعَ ورَسع؛ لُغَتان./ المعجم الوسيط: رسعت) العين رسعا فسدت والتصقت أجفانها والعضو فسد واسترخى والصبي وغيره شد في يده أو رجله خرزا ليدفع عنه العين ( رسعت ) العين رسعا رسعت ويقال رسع فلان وبه الشيء لزق فهو أرسع وهي رسعاء ( ج ) رسع ( رسعت ) عينه رسعت ويقال رسع فلان وفلان أقام فلم يبرح منزله والصبي رسعه والشيء ألزقه ( الرساعة ) واحدة الرسائع وهي سيور مضفرة في أسافل حمائل السيوف ( الرسيع ) الملزق ( ج ) رسع ( المرسع ) الذي انسلقت عينه من السهر ( المرسع ) من بعينه رسع ( المرسعة ) المرسع والرجل لا يبرح منزله ( المرسعة ) تميمة تجعل في رسغ الصبي دفعا للعين]
نقش حضرمي (ريبون 213) : [أبرشد بنت شعرود سقنيت عسترۢ ذت حضرن مسندهن ذرضوت عسترۢ علهن أبرشد علهي مرض عينسيو]
نقش حضرمي : [وتضأ رمسۢ بأذن سين ذميفعن نفسس وأذنس وولدس وقنيس وصبحت عينسوو ولبس وشكرس] .
ملاحظة حول (صبحة) .
القاموس: والصُّباحُ : شُعْلَةُ القِنْديلِ . ... والصَّبَحُ محركةً : بَريقُ الحديدِ ... وأصْبِحْ أي : انْتَبِهْ وأبْصِرْ رُشُدَكَ . / القاموس: واصْطَبَحَ : أسْرَجَ ... واسْتَصْبَحَ : اسْتَسْرَجَ . / تاج العروس: وقد " صَبُح ككَرُمَ " صَبَاحَةً : أَشْرَقَ وأَنارَ ؛ كذا في المصباح . ..والصَّبَحُ محركةً : بَرِيقُ الحَدِيدِ " وغيرِه ...من المَجَاز : يقال للرّجل يُنبَّهُ من سِنَةِ الغَفْلَةِ : " أَصْبِحْ " يا رَجلُ " أَي انْتَبِهْ " من غَفْلِتك " وأَبْصِرْ رُشْدَك " وما يُصْلِحُك . ..ويُقَال للنّائم : أَصْبِحْ أَي اسْتيقِظْ . وأَصْبَحُوا : استَيْقَظُوا في جَوْف اللَّيْل ؛ كذا في الأَساس . من المجاز أَيضاً : " الحَقُّ الصَّابِحُ " وهو " البَيِّنُ " الظَّاهِرُ الّذِي لا غُبَارَ عليه . وكذَا قَوْلُهم صَبَحَني فُلانٌ الحَقَّ ومَحَضَنِيه . "/ المعجم الوسيط: الصباح شعلة القنديل/المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده: والصباح السراج. /المعجم الوسيط: صبح الوجه صباحة أشرق وجمل/ المصباح المنير – الفيومي: وصَبُحَ الوجه بالضم صَبَاحَةً أشرق وأنار فهو صَبِيحٌ واسْتَصْبَحْتُ بالمصباح واسْتَصْبَحْتُ بالدهن نورت به والْمِصْبَاحَ./ كتاب الأفعال - ابن القطاع: وأصبحت أسرجت عن ابن الأعرابي./ الاشتقاق لابن دريد: والصُّبح : الضوء . / المخصص لابن سيده: ولقيتُه ذا صباحٍ وذاتَ صَبْحَةٍ أي حين أصْبَحَ .
المصدر: ملتقى علماء وطلاب الآثار العرب