القى الأثرية المكتشفة في وادي الفرات
تعد اللقى المكتشفة في المواقع الأثرية في وادي الفرات من أهم المعروضات الموجودة حالياً في المتاحف العالمية الشهيرة كونها تعكس العصور التاريخية المختلفة وتصور التطور العمراني والعلمي والفني التي مر بها الإنسان القديم منذ آلاف السنين.
تعد منطقة الفرات الأوسط كما يقول ياسر شوحان مدير الآثار بدير الزورمنطقة غنية بالمواقع الأثرية، لذلك كانت هدفا للرحالة الأجانب وهواة جمع الآثار، وشهدت تواجدا مكثفا لهواة جمع الآثار خلال القرن الثامن عشر الأمر الذي لفت عيون السلطات البريطانية والفرنسية إلى أهمية المواقع الأثرية في وادي الفرات الأوسط، حيث بدأ توافد البعثات الأثرية بالمنطقة لحصر المواقع الأثرية ورسم خرائط ومخططات ومصورات لها ثم بدأت عمليات التنقيب الأثري من قبل بعثات أثرية فرنسية وأمريكية وألمانية.
وأوضح شوحان أن عمليات التنقيب أسفرت عن العثور على آلاف القطع من اللقى الأثرية ذات الأهمية التاريخية والعلمية والفنية الكبيرة، حيث قامت تلك البعثات بإخراج بعضها من سورية، وهي معروضة الآن في متاحف العالم الشهيرة.
وأضاف شوحان أن أهم هذه اللقى لوحة تنصيب الملك زمري ليم ملكا على ماري، ويتوسط هذه اللوحة مشهد للإله عشتار وهي تدوس على أسد رمز القوة وتسلم الصولجان رمز الحكم للملك ليم وتحيط بهما الكهنة لمباركة هذا الحدث وبالأسفل مشهد لآلهة الينبوع وهي تحمل جرة بيدها تخرج منها المياه والأسماك رمزا للخصب، وعلى جانبي اللوحة تبرز صورة لشجرتي الحياة وشجرتي نخيل تدل على الإثمار وصورة ميثولوجية تمثل حيوانات مجنحة، وفي أعلى اللوحة تحلق حمامتان بيضاوان رمزا للسلام.
وأشار شوحان إلى أن هذه اللوحة وجدت على جدار الرواق الجنوبي من الباحة 106 بقصر الملك ليم حيث تم إخراجها من سورية قبل عام 1942 وهي معروضة الآن بمتحف اللوفر في باريس، كما تم العثور في الباحة نفسها على نخلة من الذهب الخالص وعناقيد التمر من الأحجار الكريمة وهي معروضة في متحف اللوفر بباريس أيضا.
وتابع إنه قبل عام 1942 تم إخراج آلاف الرقم المسمارية من القصر الملكي في ماري إلى فرنسا إضافة إلى الكثير من الأواني الفخارية من صحون وجرار وقوالب حلوى وتماثيل طينية فخارية، وتماثيل حجرية مصنوعة من حجر الباستر وهو حجر قريب من الرخام، وتم استرجاع أكثر من 500 ألف قطعة مسمارية عام 2005 وهناك فكرة بإعادة ألف قطعة أثرية أخرى.
وقال شوحان إن البعثة الأثرية من جامعة يا ل الأمريكية التي قامت بأعمال التنقيب في موقع دورا اوربوس الصالحية نقلت كامل المشاهد داخل الكنيسة المسيحية في الموقع إلى معرض كلية الفنون الجميلة بجامعة يا ل الأمريكية إضافة إلى نصب الإله عفلاد وتمثال فينوس إضافة إلى مئات من القطع الأثرية الهامة.
وأضاف شوحان أنه في الأربعينيات من القرن الماضي قام عالم الآثار الفرنسي جان لوفري بالاتفاق مع الحكومة السورية آنذاك بنقل بعض النصب المحيطة بالشارع المستقيم من موقع حلبية وزلبية إلى احد متاحف باريس بهدف الحفاظ عليها.
وتابع مدير الآثار أن عالم الآثار تورد دانجان في العشرينيات من القرن الماضي أجرى مسحا لمنطقة وادي الفرات الأوسط، وبعض الأسبار لمنطقة وادي العشارة وأخذ من الموقع أحد النصوص الكتابية إلى خارج سورية.
وأوضح شوحان أن هذه اللقى موثقة قي متاحف العالم باسم حضارات وادي الفرات الأوسط وتسعى مديرية المتاحف إلى استرجاعها وفق المواثيق الدولية و خاصة بعد صدور قانون الآثار عام 1967 ولكن هذا الأمر يتطلب الكثير من الوقت والتنسيق بين الجهات المعنية في سورية وفي الدول التي توجد فيها تلك اللقى.وأضاف شوحان أن أهم هذه اللقى لوحة تنصيب الملك زمري ليم ملكا على ماري، ويتوسط هذه اللوحة مشهد للإله عشتار وهي تدوس على أسد رمز القوة وتسلم الصولجان رمز الحكم للملك ليم وتحيط بهما الكهنة لمباركة هذا الحدث وبالأسفل مشهد لآلهة الينبوع وهي تحمل جرة بيدها تخرج منها المياه والأسماك رمزا للخصب، وعلى جانبي اللوحة تبرز صورة لشجرتي الحياة وشجرتي نخيل تدل على الإثمار وصورة ميثولوجية تمثل حيوانات مجنحة، وفي أعلى اللوحة تحلق حمامتان بيضاوان رمزا للسلام.