عالم الفاضل الشيخ سعيد دحدوح (رحمه الله ) أمين مكتبة الأوقاف في حلب
أخذت هذا من كتاب (حلب والتشيع) للشيخ ابراهيم نصر الله أمين مكتبة
الأوقاف بحلب , وقد شافهني رحمه الله تعالى بذلك الا أنه كان يتكلم
وبالرغم من تكتمه فقد شهد له منبر الجمعة في حلب هجماته على الأمويين
واشاداته بآل البيت وقد هوجم من اجل ذلك من قبل بعض جهلة التاريخ الاسلامي
وعرف عنه كل من عرفه بشدة حبه وولائه لأهل البيت عليهم السلام الا أنه لم
يظهر عقيدة الشيعة بالخلافة في حياته .
ولكن عندما فتحت وصيته بعد وفاته واذا من جملة ما فيها :
" ما يكتب على قبري بعد الوفاة والانتقال إلى دار الخلود :
الهي لقد اضحت ذنـــــــوبي كثــــيـــرة إلى أن غدت لا استطــــــيع لهـا حصــــرا
الهي بحق المصطـــــــفى ووصـــــيـــه علي وسبطــــــيه وبضعــــته الـــزهـــــرا
وبالتسعة الباقين مـــــن آل أحـــمـــــــد وجدتهم صديقــــــة المصطفى الكبـــــرى
واصحابه الغر الكـــــــرام الـــــذيـن هم قد اتخـــــــذوا للآل ودهـم اجــــــــــــــــرا
تفـــــــــضل علـــى تلك الذنوب باسرها بعـفوك واجعـــــل لي بزمرتهم حشـــــــرا
فان تعطـــــــــــني ذا يــا الهي فانـنــــي "سعيد" بذي الدنــيا وفي النشأة الاخرى
وتاريخ هذه الابيات كما هو في وصيته :
10 جماد الثانية 1386 هـ موافق 25 أيلول 1966م .
الا انني وجدت بعضها في ديوان المرحوم الحاج أحمد رشيد مندو ويبدو أن
المترجم اضاف اليها الابيات الاخر .
وقد نفذت وصيته هذه وكتبت الابيات المتقدمة على قبره وفيها تصريح
بعقيدته الشيعية وقوله بخلافة الاثني عشر الأئمة من آل الرسول (ص) وتوسله
بهم إلى الله في العفو عنه وأن يحشره في زمرتهم توفي المترجم بحادث سيارة
في حلب وكانت وفاته 27 رمضان 1397 هـ وقد رثاه الشيخ موسى تقي بقصيدة
القاها في أربعينية منها :
نزل القضاء بصاحبي وصدـيقــي رمز الفضائل والتقي المنطيقي
ذاك السعيد ومن يضاهيه عـــــلاً بالوعظ والارشاد والتحـقيــــق
فجرت دموعي للمصاب غزيـــرة لكنها تحكي مدام عــقيــــــــــق
هذا هو الرزء العظيم وانــــــــــــه لأمض جرح في القلوب عميق
تزهو المجالس ان تصدر صدرهـا برقيق وعظ للقلوب ســبــــوق
اما المنابر أن رقا أعـوادهــــــــــا تاهت على الجوزاء والعــيـوق
فتخاله قساً بسوق عكـاظـــــــــــه يهدي الانام إلى اصح طريــــق
لكن محافل شيخنا وعظــاتـــــــــه فبمسجد الرحمن لا في السوق
يا آل دحدوح الكرام تصـــــــــبروا فالصبر توسعة لــكل مضيــــق
والموت سهم لا نشك بأنـــــــــــــه سيصيب كل مهـــذب وصفيــق
موسى التقي يروم عفواً عاجـــــلاً فالخطب فوق تفــنن المنطيــق