اشياء كثيرة في هذه الحياة تستحق منا ان نقف و نتأمل …قبل ان نتجه ببصرنا بعيدا … دعونا نلقي نظرة قريبة …الي اين؟ … الي انفسنا …دعوة ليتفحص الانسان و يتمعن نفسه … فالانسان مخلوق من الاوجود …من العدم … يخرج من ظلمة الرحم الدافئ … ليوضع بين احضان الحياة الباردة … فيعيش لغزها دون ان يكابد عناء حله … مسلما نفسه… لها ..و لقطار الزمن السريع … ينقله من محطة الي أخري …يغدو محطة يودع فيها ذكرياته الجميلة والاليمة و ينصرف الي اخري … راكب مثل كل الركاب …يشغل مكانه بالمعاملة الطيبة و حسن الخلق … فيجعل مكانه ملادا للمحبين …او يزعج الاخرين بصخبه و حماقاته حتي يتمني الغير انصرافه عنهم … في كل محطة ينزل فيها …يختلط بأجناس مختلفة من البشر .. يشد انتباهه البعض … يتعرف عليهم … و يمر بأخرين كثر دون ان يلتفت اليهم … يعجب ببعض .. يحب البعض و يمقت الاخر .. يسئ لبعض و يحسن لبعض …يمضي في مشوار يعلم بدايته …لكن يتجنب التفكير في نهايته….علي الرغم من انه متيقن بأن وجهته الحتمية الي محطته الاخيرة عاجلا ام اجلا …و اخير و عند و صول هذه المحطة … يترك مكانه و كل شئ خلفه … ليسلمه لشخص أخر … يترك ورأه الدفء و الذكري الطيبة … او يترك ورأه برودا و ذكري اليمة … و في نهاية المطاف … يحمل علي الايدي مثل أول مرة أتي فيها …من ظلمة رحم الام … الي ظلمة رحم الارض …الي اللاوجود …. و قبل اللاوجود و بعد اللاوجود …هناك عالم أخر هو يجهله …لا يعلم منه شئ … سوي الذي تناقله من غيره من البشر ….. هل هو شئ واقعي؟…يترك اليه … يعقله بعقله … او … يبتلعه ابتلاعا …و بين ذاك و ذاك …فرق جدا شاسع … و امد جدا بعيد.