ذهب عبد الله الصغير برفقة أهله
لزيارة جده في إحدى القرى الجميلة . . أراد جده أن يعلمه فنون الصيد . .
فأعطاه بندقية ليلعب بها في الغابة .. وكان يلعب ويتدرب على الأخشاب . .
ولكنه لم يصب أي هدف . .جرب أخرى وثانية لكنه لم يفلح حتى في صيد خشبة . .
بدأ اليأس يتسلل إلى قلبه . . والليل قد بدأ يُرخى سدوله . . فتوجه إلى
بيت جده . . وفي طريقه . . وجد بطة جدته المدللة. . وهكذا من باب الفضول
أو الأمنية صوب بندقيته عليها . . وأطلق النار فأصابها في رأسها فقتلها. .
عندها صدم وحزن. . فيالحظه العجيب خشبة لم يستطع اصابتها وفي حين يأسه
وحزنه أصاب بطة جدته في رأسها وقتلها ! . . وبلحظة من الرعب . . أخفى
البطة بين الأحراش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخته سالي شاهدت كل شيء . . لكنها لم تتكلم بكلمة . . هل لطيبتها ؟ أم
لشفتقها عليه ؟ ؟ لنتابع .:. .:. بعد الغداء في اليوم الثاني . . قالت
الجدة: ( هيا يا سالي لنغسل الصحون ) . . ولكن سالي ردت وقالت: جدتي ( عبد
الله قال لي أنه يريد أن يساعد في المطبخ ) . . ثم همست بإذنه ( أتذكر
البطة ؟ ؟ ؟ ) . . وفي نفس اليوم . . سأل الجد إن كان يحب الأولاد أن
يذهبوا معه للصيد . . ولكن الجدة قالت: ( أريد من سالي أن تساعدني بتحضير
العشاء ) . . فابتسمت سالي وقالت: لا مشكلة . . لأن عبد الله قال لي: (
أنه يريد المساعدة ) . . وهمست بإذنه مرة ثانية: ( أتذكر البطة ؟ ؟ ؟ ) .
. فذهبت سالي إلى الصيد وبقي عبدالله للمساعدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد بضعة أيام كان عبد الله يعمل واجبه وواجب أخته سالي . . لم يستطع
الاحتمال أكثر . . فذهب إلى جدته وجثا على ركبتيه واعترف لها بأنه قتل
بطتها المفضلة . . جثت الجدة على ركبتيها . . وعانقته ثم قالت: ( حبيبي .
. أعلم . . كنت أقف على الشباك ورأيت كل شي ولكنني لأني أحبك سامحتك ) . .
وكنت فقط أريد أن أعلم إلى متى ستحتمل أن تكون عبدا لسالي والشيطان
والخوف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنت أيضاً ! ! نعم أنت . . ماذا فعلت في ماضيك . . ليبقيك الشيطان عبداً
له . .مهما ابتعدت عن الله يجب أن تعلم أن الله موجود وهو يراك . . ويريدك
أن تتأكد أنه يحبك . . ولكنه ينتظر ليعلم إلى متى ستبقى عبداً للشيطان . .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه . . سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: ( يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي .
. يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك . . يا بن
آدم إنك لو أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك
بقرابها مغفرة ( . . حديث صحيح رواه الترمذي . . وفي الحديث القدسي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله
سبحانه وتعالى: ( أنا عند ظن عبدي وأنا معه حين يذكرني . . فإن ذكرني في
نفسه ذكرته في نفسي . . وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه . . وإن
اقترب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا . . وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه
باعا . . وان أتاني يمشي أتيته هروله ) . . رواه مسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلي اللهم وسلم على حبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن
والاه وسلم يا رب تسليما كثيرا.